الخميس، 21 نوفمبر 2013

عظمة السيدة زينب عليها السلام



اللهم صل على محمد وال محمد 


أدركت السيدة زينب عليها السلام جدها رسول الله( صلى الله عليه واله وسلّم)، فهي على الاصطلاح: صحابية.
وأدركت أمها فاطمة الزهراء عليها السلام ورأت مصيبتها، وسمعت خطبتها في المسجد النبوي الشريف، وروت ذلك، وشاهدت أذى القوم لها، وكسر ضلعها وسقط جنينها واستشهادها وتشييعها ودفنها ليلاً.
وأدركت أبيها الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام وكانت حاضرة خطبه وجهاده واستشهاده.
وسمعت جبرائيل عليه السلام ينادي بين السماء والأرض: "تهدمت والله أركان الهدى".
وأدركت أخيها الإمام الحسن عليه السلام ومصائبه وتسميمه وقذف كبده من فمه وتشييعه ورمي جنازته بالسهام.
وحضرت كربلاء بكل قضاياها الفريدة في العالم.
وأدركها الأسر، ولأول مرة تؤسر بنات رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلّم) وكانت عليها السلام هي التي أوصلت صوت الإمام الحسين عليه السلام إلى العالم بأجمعه.
واُحضرت مجلس ابن زياد ومجلس يزيد، ومن ثم عودتها إلى مدينة جدها ( صلى الله عليه واله وسلّم)بكل مآسيها، وفي المدينة المنورة تلقتها نساء أهل البيت ونساء المسلمين بكل لوعة وأسى.
ومن جملة من تلقتها من النساء (أم لقمان)، وكانت صديقة لزينب (ع) ، فلما رأتها لم تعرفها، فقالت لزينب (ع) : من أنت يا أُخيَّة؟ بينما لم يكن بُعدها عنها أكثر من أشهر، وإنما لم تعرفها لشدة تأثير المصائب عليها، فرأتها امرأة متحطمة مغبرة الوجه من حر الشمس، مبيضة الشعر، لذا قالت: من أنت يا أخيّة؟
فقالت زينب (ع) : "لكِ الحق أن لا تعرفيني، أنا زينب".. فعلى نحيبها وبكت بكاء شديداً قلّ مثيله.
وهكذا تلقت السيدة زينب (ع) هذه المصائب.
نعم إن رفعة درجات الآخرة رهينة بكثرة الابتلاءات والمشاكل في دار الدنيا، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأُمها فاطمة سلام الله عليها: "يا فاطمة، تعجّلي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً".
وقد قالوا : "أفضل الأعمال أحمزها".
ولا فرق في ذلك بين الأحمز طبيعة، كالصيام في الحر بالنسبة إلى الصيام في البرد، وبين الأحمز اختيارا، ولذا كان الإمام الحسن صلوات الله عليه يذهب إلى الحج ماشياً راجلا، والنجائب تساق بين يديه .

تربية الطفل على طاعة الوالدين




يلعب الوالدان الدور الاكبر في تربية الاطفال ، فالمسؤولية تقع على عاتقهما أولاً وقبل كلّ شيء ، فهما اللذان يحدّدان شخصية الطفل المستقبلية ، وتلعب المدرسة والمحيط الاجتماعي دوراً ثانوياً في التربية.
والطفل اذا لم يتمرّن على طاعة الوالدين فانه لا يتقبل ما يصدر منهما من نصائح وارشادات وأوامر إصلاحية وتربوية ، فيخلق لنفسه ولهما وللمجتمع مشاكل عديدة ، فيكون متمرداً على جميع القيم وعلى جميع القوانين والعادات والتقاليد الموضوعة من قبل الدولة ومن قبل المجتمع.
قال الاِمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام : (( جرأة الولد على والده في صغره ، تدعو إلى العقوق في كبره ))
وقال الاِمام محمد بن علي الباقر عليه السلام : (( ... شرّ الابناء من دعاه التقصير إلى العقوق ))


وتربية الطفل على طاعة الوالدين تتطلب جهداً متواصلاً منهما على تمرينه على ذلك ؛ لاَنّ الطفل في هذه المرحلة يروم إلى بناء ذاته وإلى الاستقلالية الذاتية ، فيحتاج إلى جهد اضافي من قبل الوالدين ، وأفضل الوسائل في التمرين على الطاعة هو إشعاره بالحبّ والحنان ، يقول 
الدكتور يسري عبدالمحسن : (أهم العوامل التي تساعد الطفل على الطاعة .. الحب والحنان الذي يشعر به الطفل من كلِّ افراد الاسرة) 
ومن الوسائل التي تجعله مطيعاً هي اشباع حاجاته الاساسية وهي (الامن ، والمحبة ، والتقدير ، والحرية ، والحاجة إلى سلطة ضاغطة)
فإذا شعر الطفل بالحب والحنان والتقدير من قبل والديه ، فانه يحاول المحافظة على ذلك بإرضاء والديه وأهم مصاديق الارضاء هو طاعتهما.
فالوالدان هما الاساس في تربية الطفل على الطاعة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( رحم الله والدين أعانا ولدهما على برّهما ))
واسلوب الاعانة كما حددّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( رحم الله عبداً أعان ولده على برّه بالاحسان إليه ، والتألف له ، وتعليمه وتأديبه ))
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (( رحم الله من أعان ولده على برّه ، وهو أن يعفو عن سيئته ، ويدعو له فيما بينه وبين الله )) 
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « رحم الله من أعان ولده على برّه ... يقبل ميسوره ، ويتجاوز عن معسوره ، ولا يرهقه ولا يخرق به ... »
وحبّ الاطفال للوالدين ردّ فعل لحبّ الوالدين لهما
فإذا كان الحبُّ هو السائد في العلاقة بين الطفل ووالديه ، فإنّ الطاعة لهما ستكون متحققة الوقوع ، وعلى الوالدين أنْ يُصدرا الاوامر برفق ولين بصورة نصح وإرشاد فان الطفل سيستجيب لهما ، أمّا استخدام التأنيب والتعنيف فإنه سيؤدي إلى نتائج عكسية ، ولذا أكدّ علماء النفس والتربية على التقليل من التعنيف كما جاء في قول أنور الجندي : (يقتصد في التعنيف عند وقوع الذنب ، لانّ كثرة العقاب تهون عليه سماع الملامة وتخفّف وقع الكلام في نفسه) وإطاعة الاوامر لا يجد فيها الطفل الذي حصل على المحبة والتقدير أية غضاضة على حبه للاستقلال ، وبالمحبة التي يشعرها تتعمق في نفسه القابلية على تقليد سلوك من يحبّهم وهما الوالدين ، فينعكس سلوكهما عليه ، ويستجيب لهما ، فإنه اذا عومل كإنسان ناضج وله مكانة فانه يستريح إلى ذلك ويتصرّف بنضج وبصورة لا تسيء إلى والديه ، فيتمرّن على الطاعة لوالديه ، ومن ثم الطاعة لجميع القيم التي يتلقاها من والديه أو من المدرسة أو من المجتمع. 



الجمعة، 15 نوفمبر 2013

فضل المشاركة في المجالس الحسينية

بسم الله الرحمن الرحيم



نقل عن المرجع الأعلى مولانا السيد البروجردي أعلى الله مقامه الشريف ..
أنه جاء يوما إلى مجلس درسه ليعطي درساً ، ولكن في البحث الخراج كالعادة ذلك اليوم أعطى درساً بقى في نفوس الطلاب ولا أعتقد يزيله شيء وموعظة رسمت للطلاب ولمن سمعها طريق الوصول للجنة ..

اعتلى السيد المنبر لإلقاء الدرس وفجأة بدأ بسرد أبيات من الشعر عن أبي عبدالله الحسين على شكل ( عزية ) ، طال ذلك لمدة من الزمن ، لا الطلاب علقوا على فعل السيد ولا السيد تكلم بغير ذكر الحسين (ع) ، حتى أنتهى .

فقال لطلابه : تتساءلون عن سبب فعلي هذا ؟

قالوا : بالطبع ! أنت تعلم أننا نحب الإمام الحسين وأننا جئنا إليك لسماع الدرس ، وإذا ما أردنا سماع عزية عن روح الإمام الحسين (ع) لدفعنا لأحد الأخوة فإن صوتهم أحن ولهم في التعزية باع واسع وهذه شغلتهم .

قال السيد : في الحقيقة البارحه ليلاً ، كنت نائماً ورئت رؤيا هي التي غيرت مجرى حياتي ، حيث ماسمعتموه اليوم ستسمعونه كل يوم قبل الدرس .

رأيت نفسي قد توفيت والقيامة قامت وجاء الحساب إلا أن الحساب هو : الإئمة عليهم السلام على أبواب الجنة يدخلون من كانت أوصافهم مطابقة لكل إمام .
بدأت أفتش عن باب أدخل من خلاله ، فهذا باب أمير المؤمنين علي وهذا باب الإمام الحسن وهذا باب الإمام الحسين إلخ .....

إلا أن الذي لفت نفسي فإن أبا عبدالله يدخل كل الناس بلا قيود أو حدود ، فإن الناس عند باب الإمام تركض جامحة.

ووجدت فجأة صف من الناس له أول ولا آخر له فتعجبت وسألت صف لمن ولأي إمام ؟
جاء الجواب أنه الإمام الصادق (ع) فقيه أهل البيت عليهم السلام تقدمت لأرى لم التأخير في الحساب !!
اندهشت عندما شاهدت الإمام الصادق (ع) يسأل الشيخ المفيد ويقول له : أفتيت في اليوم الفلاني فتوى ... مادليلك عليها ؟
فيجيب الشيخ المفيد فيشكل عليه الإمام عليه السلام ، ويرد عليه كذا ومردود بكذا والرواية ضعيفة ومسندها ضعيف إلخ ...

فقلت في نفسي : المسألة عند الإمام الصاق عويصة والدخول إلى الجنة إن لم يكن مستحيلا فهو طويل ولن ينتهي ، الحل هو الدخول من باب الإمام الحسين .

فعندما وصلت إلى باب الإمام الحسين قال الإمام الحسين : سيدنا أنتم العلماء تدخلون من باب الإمام الصادق (ع) فهو من يحاسب العلماء .

فقلت : سيدي باب الإمام الصادق صعب الدخول منه ، وأنا أريد أن أدخل كما تدخل الناس من بابك .

فقال : من يدخل في بابي خدامي في المجالس التعزية قرائيين في العزاء (اللطمية) الذين يقيمون مجالساً للعزاء والمحيين لشعائري .

ثم أستيقظت ...
وأنا الآن أقول لكم : لا أريد الدخول من باب الإمام الصادق (ع) ، بل أريد أن أدخل الجنة بعنوان خادم الحسين قارئ عزاء وليس عالم .
واستمر السيد طيلة حياته بقراءة شيء من الأشعار قبل الدرس تتعلق بسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين (ع) .

سؤال 
هل تريد أن تدخل الجنة من باب أبي عبدالله الحسين (ع) ؟
هل تريد أن تسجل أسمك في سجل خدمة سيدالشهداء (ع) ؟
هل جعلت من برنامجك في هذا الشهر أن تقوم بأي شيء لخدمة الإمام الحسين (ع) ؟
هل قرأت ولو بيتين من الشعر في رثائه ولو لوحدك فقط ؟
هل خرجت من عينك ولو دمعة واحدة على إمامك سيد الشهداء (ع) ؟
هل دفعت ولو فلساً واحداً في خدمة الإمام الحسين (ع) ؟
هل قدمت الماء وسقيت المؤمنين في مجلس الحسين (ع) ؟
هل جمعت ووزعت أكواب الشاي أوجمعتها في المأتم الحسيني ؟
هل قمت بتنظيف المكان أو غسيل الأكواب في مأتم وحيد كربلاء ؟
هل قمت بخدمة في المآتم مهما كانت ؟

إذاً فهنيئاً لك هذا

ففرصة محرم لا تعوض 


الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

تزكية النفس (2)

(( الإرادة ))

كيف نربي الإرادة ؟ كيف نكون لإنفسنا الإرداة ؟ كيف نوجد في داخلنا إرادة حازمه صامده تساعدنا على إصلاح النفس وتربيتها ؟


للإجابة على هذا السؤال توجد نظريتان

1- النظرية الغربية .
2- النظرية الإسلامية .



وسوف نتناول فقط النظرية الغربية .


 ..النظرية الغربية ..

التي يتبناها ( روسو ) و ( كانيت ) فيلسوفان معروفان ، يقولان إذا أردت أن تملك إرادة قوية فعليك ألا تتعود على شيء ، والإعتياد على شيء هو الذي يقهر إرادتك ولا يمكن للإنسان أن يملك إرادة كتى يترك الاعتياد .

مثالــ :
لنفترض أنك طوال السنة تحضر هذا المأتم المعين وتستمع إلى هذا المأتم المعين وأستفيد من هذا المأتم هذا الإعتياد يقتل إرادتك أنت إذا أردت أن تكون ذا إرادة عليك أن تغير عليك ألا تعتاد على عادة معينه عليك أن تنوع المآتم والخطباء ، إذا خرجت عن العاده ملكت الإراده .
إذا النظرية الغربية تقول : اخرج عن العادة تمتلك الإرادة .


ونحن كمسلمين لا نوافق على هذه النظرية ونقول أنها غير متكاملة لماذا ؟

بحيث أنه العاده تنقسم إلى قسمين :-
(1) عادة انفعالية .
(2) عادة فعلية .

العادة الإنفعالية غير حسنه والعاده الفعلية أمرٌ حسن مالفرق بينهما ؟

العادة الإنفعالية ...
هي الأمر الذي يعتاد عليه الإنسان بروح الانسياق وروح الانقياد من دون تأمل وتدبير.

مثالـــ
الموسيقى الكثير من الناس يتهاونون فيها الموسيقى شيء ينفذ إلى النفس بكل سرعة لأنه شيء تلتذ به النفس ورد عن أمير المؤمنين (ع) : (( من لم يطربه العود وأوتاره والربيع وأزهاره فإنه فاسد المزاج يحتاج إلى علاج .. )) الذي قول أنه لا يتلذذ بالموسيقى إما مريض أو كاذب ،
 الموسيقى لذتها تنفذ إلى النفس بكل سرعة وبالتالي يتعود الإنسان على الموسيقى بسرعة ، الإنسان إذا تهاون وقال : اليوم دقيقة واحدة فقط ثم اليوم التالي خمس الدقائق وهكذا إلى أن يعتاد عليها فلا يستطيع التخلص منها هذه العادة انفعالية تقهر العاده .


العادة الفعلية ...
هي العادة التي أنا أصنعها ، أصنعها بقرار مني وباختيار مني بعد التفكير والرؤيه .


مثالـــ

إنسان جبان كيف يصبح شجاعاً ؟ الحديث الوارد عن الإمام علي (ع) يقول : (( إذا خفت من شيء فقع فيه )) عود نفسك على الاقتحام إذا عودت نفسك ملكت الجرأه والشجاعة هذه يسمونها عادة فعلية يعني صنعها الانسان بقراره بعد التفكير و الرؤية ، هذه عادة حسنة بلا إشكال وإلا إذا نقول هذه العاده ليست حسنة تصبح جميع الملكات والفنون عديمة القيمة .




الاثنين، 4 نوفمبر 2013

تزكية النفس (1)



بسم الله الرحمن الرحيم 

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾


أهتم القرآن الكريم بتزكية النفس وتربيتها ، تزكية النفس أم الفضائل والقيم تزكية النفس هي المنطلق لصلاح الفرد والمجتمع لذلك القرآن الكريم أهتم بهذا المبدأ أولاً وهو مبدأ تزكية النفس .

قال تعالى : ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
القرآن الكريم يقول : ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم ) .
على الإنسان أن ينشغل بتزكيه نفسه وتهذيبها وإصلاحها ، كثير منا قد ينشغل بعيوب الآخرين وأخطائهم من دون أن يركز على أخطائه وعيوبه ومن دون أن يحاول تغيير نفسه .
النبي الأعظم (ص) يقول : " رحم الله امريءً انشغل بعيوبه عن عيوب الناس "
ويقول الشاعر :
لِسانُكَ لا تَذكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئٍ *** فَكُلُّكَ عَوراتٌ وللنّاسِ ألسُنُ
وعَيناكَ إنْ أبدَتْ إليكَ مَعايِباً *** فَدَعها وَقُلْ يا عَينُ للنّاسِ أعيُـنُ

إذاً ماهو العنصر الأساسي في تزكية النفس ؟
العنصر الأساسي في تزكية النفس هي قوة الإرادة الذي يملك إرادة قوية فهو قادر على تزكية نفسه ، والذي لا يملك إرادة قوية فهو غير قادر على تزكية نفسه ، بحيث إن كنت أملك الإرادة فأنا قادر على صقل نفسي وتهذيبها وإذا كنت إنساناً ضعيفاً فإن وضعي لن يتغير وإن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .